نابلس في العصور القديمة
حسب ما ورد في التوراة فإنها أول مدينة كنعانية نزل فيها سيدنا إبراهيم الخليل قادماً من مدينة أور في العراق، وكان ذلك حوالي 1805 ق.م [5] وبعده أتى سيدنا يعقوب من فدان آرام على نهر الفرات في العراق، ونزل شكيم، ثم سكن مدينة كنعانية تعرف باسم بيت إيل وتعني مقر أبي الآلهة الكنعانية، وكانت مركز عبادة الإله إل الكنعاني أو إيل. ويذكر أن يعقوب عاد فيما بعد إلى شكيم.[6]
و في عصر الحديد (1200-323 قبل الميلاد) استمرت المدن الكنعانية بنفس نظام المدن المحصنة ذات القلاع خلال فترات عصر البرونز. وتشير التوراة إلى وجود حروب بين اليهود والكنعانيين الفلسطينيين.[7] وقد سيطر اليهود على مدينتين كنعانيتين:
الأولى: مدينة يبوس (أورشاليم) مدينة اليبوسيين الكنعانيين وقلب مملكتهم منذ عصور ما قبل التاريخ، احتلها اليهود سنة 1000 ق.م بقيادة سيدنا داود (100-963 ق.م)، ثم سليمان سنة 963 ق.م –923 ق.م. واستمر اليهود فيها تحت اسم مملكة يهودا حتى سقطت سنة 586 ق.م على يد نبوخذ نصر.
الثانية : مدينة شكيم، التي بدأ نفوذهم فيها عام 923 ق.م وانتهى عام 722 ق.م على يد سرجون الثاني، وبقى فيها أهلها الكنعانيون، وتشير بعض المراجع إلى إحضار كنعانيين من الدواخل، وهم العموريون.
أما السامريون فقد سكنوا مدينة شكيم وهم فئة من اليهود لا تعترف من التوراة بغير الأسفار الخمسة الأولى المنسوبة إلى النبي موسى، وتعرف هذه الفئة بالسامريين نسبة إلى السامرة. وقد ناصبهم اليهود العداء منذ ظهورهم. ويعتقد السامريون بأن إبراهيم عليه السلام هم بالتضحية بإبنه اسحاق على جبل جرزيم.[8] لا يزال معظم السامريين موجودون في مدينة نابلس حتى هذا اليوم ولا يتجاوز عددهم 250 نسمة، وقد خصص لهم مقعد في المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب لأول مرة في التاريخ الفلسطيني المعاصر عام 1995.