الأسير المهندس أمجد السايح أسد في ثناياه ابتسامة
أروع الرجال هم أولئك الذين قدموا دون انتظار أي مقابل، وأعظمهم قدراً هم الذين أعطتهم الدنيا ما يريدون فرغبوا عما فيها وذهبوا يبحثون في الأحراش والأزقة عن كهف به يبنون مجد الوطن.
في وجهه نور يشع وطيبة بائنة تظهرها ابتسامته الهادئة وله في قلب من التقاه مكانة ومحبة يذكره كل من التقاه ويشهد له بالإخلاص والتفاني والصبر والثبات وبأنه من خيرة من ضمتهم جامعة النجاح بين جنباتها ومن أنجبتهم مدينة نابلس.
إنه المهندس أمجد السايح ابن مدينة نابلس الشاب الفتي الذي لم تثنه الاعتقالات المتتالية عن مواصلة درب العلم فكان الطالب المحبوب في جامعة النجاح والذي استطاع أن ينتزع من بين براثن المحتل الذي اعتقله أكثر من مرة شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية ومن ثم انتسب إلى ذات الجامعة التي كانت جزءاً من روحه والتحق بأحد برامج الدارسات العليا في ذات التخصص.
المهندس أمجد السايح استطاع أن يحتل مكانة متقدمة في قلوب كل من التقاه فكان الشاب المحبوب صاحب الرأي المسموع لا يبحث عن مناصب ولا يعبأ بالمسميات يريد أن يخدم يريد أن يقدم يقول إننا أصحاب أفكار ومبادئ وأصحاب المبادئ حياتهم قصيرة وهم في هذه الدنيا عابرو سبيل.
في فترة هبت فلسطين بقادتها وقيادتها تدافع عن حمى البلاد التي اجتاحها شذاذ الآفاق كان أمجد المهندس الذي فتحت الدنيا له أبوابها وكان قادراً على الحصول على أي وظيفة في أي مؤسسة أو وزارة يفكر بأمر آخر كيف يدافع عن ثرى بلاده وكيف يرد الصاع صاعين للاحتلال ولمن سام شعبه سوء العذاب.فانتظم في صفوف من أقسموا أن لا يناموا وأن يكونوا عين الوطن الساهرة جنود الوطن فحمل على كتفه سلاحه وساح السائح أمجد يبحث عن جنود الاحتلال يلقنهم ويلات المنون ترك أمه الكبيرة في السن والتي كانت فرحتها بتخرج ابنها فرحة لا يوازيها فرحة وهي التي قالت له أريد أن أزوجك كان يمازحها ويقول أريدها جميلة كالحور العين أمي فترد عليه الحلو ما يوخذ إلا حلو يمة.
أمجد السايح شاب فلسطيني في مقتبل العمر محبوب يحمل شهادة الهندسة طالب دراسات عليا من عائلة معروفة بالتقوى والورع وحسن الخلق كل ما يريده بين يديه ولكن عيني البطل تنظر لبعيد للجنان والشهادة تنظر للوطن الذي فككته الحواجز ومزقته الطائرات وشتت شبابه السجون.
في أزقة إحدى القرى الفلسطينية كان السايح أمجد يخط الخطى ومعه خيرة المطاردين من إخوانه الذين أضحوا فيما بعد السادة الشهداء محمد الحنبلي ونصر عصيدة وسامي زيدان كان يتقدم الشباب تارة يفحص لهم الطريق وأخرى يتأخر عنهم يحمي ظهرهم.كانت أصوات خطواته في منتصف الليل تبدد صمت المكان يتحدث لهم بالإشارة وفجأة توقف البطل أشار للرجال من خلفه أن انسحبوا لم يفهموا الإشارة أعاد لهم ذات الحركات وجهز سلاحه... ماذا يا أمجد ماذا جرى قال لهم انسحبوا واتركوني إني أراهم إنهم يحاولون محاصرة المكان.. كلا يا أمجد يجب أن تنسحب معنا.. لا وقت للكلام اتركوني وأنا سأغطي عليكم لم يفتح المجال للرجال بالحديث فبادر هو بإطلاق النار على من كان يختفي خلف الأشجار وبدأ شذاذ الآفاق بالرد على النار وبدأت المعركة.
معركة بين من يحمل بندقية وبضع رصاصات وجيش بأسره يحمل أعتى الأسلحة... فارس بداخل صدره قلب أسد وعينان لا تريدان إلا أن يستقر بها المقام في الجنان وجيش يختفي يطلق النار بكل صوب يخشى المواجهة المباشرة مع قلب الأسد أمجد.
انسحب الرجال وأصيب أمجد برصاصة مزقت أشلاءه واستقرت في ظهره انسحب وهو ينزف كان يجر نفسه... اختفى في أحد البيوت قدمت الطائرات وأحضروا الكلاب وأناروا المنطقة بأسرها وأصر قادة الحرب على البحث عن أمجد.. تبعوا الدم ومشوا خلف خطواته وأخيراً وصلوا إليه وكان في الرمق الأخير.أدخل المستشفى الحربي وهناك أجريت له عملية دون بنج كان ينزف ويصرخ ويناجي الله يا رب احفظ إخواني واتخذني شهيداً يا رب صبرني..
يغيب عن الوعي ويستيقظ وسكاكين الأطباء الصهاينة تتلذذ بتقطيع أوصاله تبحث عن الرصاصة التي استقرت أسفل ظهره. ساومه المحققون، عذبوه وهو تحت التعذيب، سألوه عن مكان محمد وعن نصر وعما كانوا ينوون القيام به... قالوا له أنت مسؤول عن الاستشهادي القطب وأنت تقف خلف الكثير من العلميات كان يقابلهم بابتسامة الساخر وعيناه تنظر إلى هناك إلى الجنان.
تسعون يوماً هي المدة التي أمضاها أمجد الذي كان قد أصيب بالشلل حينها في التحقيق صبر وصمد صموداً تعجز عنه الجبال وبعد ذلك خرج ليواجه الحكم الأول الذي كانت مدته اثني عشر عاماً ليستأنف جهاز المخابرات على الحكم وليحكم أمجد مرة أخرى بعشرين عأما وليقول له القاضي أنت تستحق المؤبد فيبتسم أمجد ويقول له لن أمضي هذه المدة وسأخرج بعد حين.
أمجد السايح والذي اعتقل في الشهر السابع من عام 2002 والمتواجد الآن في سجن جلبوع العسكري رجل مقدام وفارس بسام تفتقده اليوم فلسطين ونابلس وكل من عرفه وعرف قدره.لك أمجد أخي وصديقي في سجنك هناك في جبال جلبوع مني كل الحب والوفاء والتقدير واعلم أخي أني رأيت الدمعات في عيون إخوانك الذين يذكرونك في كل مناسبة ويشتاقون لمغامراتك وصفاء روحك والى أن يأتي يوم نلتقي فيه تقبل مني حروفي بحب.
ان شاء الله ترجع لنا بالسلامة يا خال