الحقيقة اننا مجتمع يعجب به كثيراً ، وقد لا نلاحظ ذلك بأنفسنا ، ولكن يكون ذلك من اناس خارج وطننا الحبيب و اليكم القصة :-
زارني صديق مقرب من دولة عربية لعدة أيام هنا في السلطنة ، و قد حرصت على تجواله في معظم الاماكن السياحية و الخدمية وهو شخص اجتماعي جدا حيث يحب الجلوس مع الشباب و الشيبة على السواء ، وقد حصل أن توفي جار لنا في الولاية التي اسكن فيها ، فخرجنا جميعا لتأدية الواجب ، ثم التزمنا معهم في العزاء قال الصديق في اخر يوم في العزاء و نحن لا زلنا في السبلة : اني لمعجب و مندهش من موقف الناس هنا في امر الجنازة و العزاء ، وصار يتحدث و يتحدث عن ما شاهده من الجمع الغفير من الناس الذين اجتمعوا لحضور مراسم التكفين والدفن و تسارعهم في تقديم خدمات الغسل من تهيئة مكان الغسل وتحضير ملابس الكفن و الطيب و نحوه ثم اصطفافهم على قاطرتين على طول الشارع المؤدي للمقبرة لحمل نعش المتوفى و تبادلهم في حمل النعش و تهيئة مكان الدفن من طين و غيره و ظل متعجبا من ذلك التلاحم و التعاون المنقطع النظير بين الناس في ذلك المصاب و المواساة الصادقة منهم اتجاه اصحاب المتوفى ، ثم الجلوس للعزاء في السبلة لثلاثة أيام متتالية ما فيها من تسلية و تفريج للأصحاب العزاء و عن التكافل الحاصل من توزيع مصاريف العزاء على كل مقتدر من جيران و اصدقاء و غيرهم
وسألته عن ما في بلادهم من ذلك فأجاب ، ان عندما يتوفى الميت و يذهب به الى دار اهله لا يحضر من الناس إلا الاهل القريبين من المكان و قليل من الجيران ، ثم يتصلون بأشخاص معينين عملهم فقط حمل الميت و غسله و تكفينه و دفنه دون ان يحضر احد من الناس ولا حتى من أهل المتوفى ، التواصل نادر و التكافل يكاد يكون منعدماً
فهنيئاً لكم يا ايها العمانيون تعاونكم و ترابطكم و تلاحمكم فانتم حقاً كالبنيان يشد بعضه بعضاً .
أفتخر اني منكم
الله يخليكم لبلادنا الغالية
سلطنة عمااااااااااان